السبت، 2 نوفمبر 2019

رواية رحمة 2 (سيف رحمة) - الفصل الثاني : نـور الحيـاة


(2)
(نــور الحيــاة)

داخل غرفة صغيرة بالطابق الأرضي في المبنى المهجور المسمى بـ (المسكون) ، المجاور للسور بدار (نور الحياة) للأيتام، أخذت (هند) تجوب الغرفة وسط الظلام على ضوء القمر المُطل عبر الحائط المهدوم جزء منه في جانب الغرفة، حتى سمعت صوت حركة في الخارج، فأسرعت نحو الحائط ونظرت عبر الجزء المفتوح في حذر، عندئذ فوجئت بـ (إسلام) يقفز من الخارج إلى داخل الغرفة في حرص كي لا يحدث أي صوت..

(إسلام) فتى في الخامسة عشر من عمره، متوسط الطول، نحيف الجسم، قمحى البشرة، ذو شعر أسود كثيف، (هند) طفلة في الثانية عشر من عمرها، ضئيلة الجسم، جميلة الملامح، قمحية، ذات شعر أسود على شكل ضفيرة طويلة أضافت لوجهها الرقيق المزيد من البراءة..

"إيه إللي أخرك كده يا (إسلام)!! أنا قلبي وقع في رجليا من الخوف"  
قالت (هند) ذلك في صوت خافت مُفعم بالقلق والتوتر فسألها (إسلام) في قلق:
- (جابر) رجع؟؟؟
ردت نافية بسرعة:
- لأ الحمدلله هو لسه بره.. بس أنتَ إتأخرت قوي وخفت يرجع قبل ما توصل.. 
وأنتَ عارف لو شافنا بره العنابر دلوقتي هيعمل فينا إيه..!!
قال مؤكداً: 
"متخافيش يا (هند).. محدش هيقربلك طول ما أنا موجود"
نظرت إليه في استنكار وحسرة:
- وأنتَ هتقدر تعملي إيه يعني؟؟! كنت عرفت تعمل حاجة لـ (مريم)..
إللي منعرفش حصلها إيه لحد دلوقت !!!
قال في انفعال ومرارة:
- متقوليش كده يا بت.. حق (مريم) راجع.. والمصحف ما أنا سايب حقها يضيع.. 
هجيب حقها من عينيهم.. وأولهم الست إللي اسمها (رحمة القاضي).. وعزة جلال الله ما أنا سايبها..!

كادت (هند) أن تقول شيئاً، لكنها توقفت عندما سمعت صوت سلسلة المفاتيح يرن في سكون الليل عند بوابة الدار، فأمسكت بيدي (إسلام) هامسة في فزع:
- يا نهار اسود!!! ده (الشواف).. باينه رجع!!

ضغط (إسلام) على يديها وهو يقول في توتر وصوت مختنق من الخوف:
- متخافيش متخافيش.. أنا هوصلك العنبر بتاعك قبل ما أطلع..
هندخل من ضهر المبنى من عند الجراج..
قالت سريعاً والدموع في عينيها من شدة الخوف وبصوت يرجف..
"طب يالا بينا قبل ما يشوفنا.. إحنا مش قد (الشواف) يا (إسلام)"

أمسك يدها وهو يتجه نحو مخرج المبنى: 
- تعالي..
ووقف ينظر نحو بوابة الدار من مكانه في حذر..
فوجد أن البوابة لم تفتح بعد، وسمع صوت المفاتيح وهي تفتح القفل بالخارج..
عندئذ أمسك (إسلام) معصم (هند) بقـوة وجذبهـا خلفـه..
وهو يركض بها إلى خلف مبنى العنابر والغرف.. 
في خطوات تتسابق مع أصوات أنفاسهمـا..
خوفـاً من (جابـر الشـواف)..
"يتبـع" 

في الفصل القادم..


🧡🧡🧡


#رواية
#رحمة_2 (سيـف رحمــة)
#روايات_الحب_والحرب

للكاتبة
#ميسون_سرور ✍


لتحميل رواية رحمــة PDF
اضغط هنا
👇

روايـة رحمـــــة











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

روايات الكاتبة ميسون سرور

روايات الكاتبة ميسون سرور
حالياً بجميع المكتبات : فيرجن - دار المعارف - الشروق - ألف - الأهرام