الجمعة، 27 مارس 2020

حياة بلا حياة - (قصة قصيرة واقعية) للكاتبة ميسون سرور



نعيــش اليــوم ..
يومـاً بـلا زمـن .. وحيـاة بلا حيــاااااة .. ! 
جُمعــة بلاااا جمعــة !! جماعـة بـلا صـلاااااة .. !!
مَن كان يشكـو من مكبرات الخُـطـب والمـآذن ..
صار يحلم بسماع صداها يرج الجدران حوله ..
كما يرج الحنين إليهـا خفقــات قلبـه ..
من كان يتعجب من ارتفاع الأجراس ..
صار أول المنتظريـن لعودتهــاااا ..
شاديـة برنيمهــااا.. عاليــة برنينهــاااا ..
اليـوم بيـوت العبـادة بلاااا عبـااادة ..
مساجـد.. كنائـس.. معابـد.. كلهـا ســواء ..
فارغة.. صامتة.. حزينة.. باكية ..
اليوم البشرية حبيسة البيوت ..
الناس خلف الأبواب سجنااااء ..
كل الشـوارع والطرقـات خاليـة ..
لا ذهـاب فيهــا ولاااا عـودة ..
لا يسكنهــا سِـوَى الخـوف والسكـون .. !
وعِواء الحيوانات الضالة المذعورة من الوحـدة ..
فاليوم كفت عن الهروب من بطش بني آدم ..
وصارت قلوبها البريـة تحـن إلى قسـوة البشـر ..
اليوم تحولت كل البلاد إلى مدينـة واحـدة ..
مدينـة أشبـاح كبيـرة خاويـة !
يحدهـا مصيـر مجهــول ..
يقـف مرتجفاً على حافـة هاويـة ..
مدينـة تفـوح من بيـن جنباتهـا رائحـة المـوت ..
وتشـدو على أوتارهـا المُمزقـة صرخـات الأمـوات ..
النوافذ صارت تفتح بلهفات الأمل ولوعـات الانتظـار ..
لتعبر الأعيـن من ظلام الليل إلى ضـوء النهـار ..
لتلتقط الروح أنفاسهـا من خارج قضبـان العـزلة ..
ليتأكد الإنسان أنه مازال على قيـد الحياااة ..
في عالم صااامت خااالٍ من أية حيـاااة ..
عااااالم الآن يصااااارع الموووت ..
من أجل بقااااااء البشـرررررر..
عاااااالم يمـووووت اليوم..
لتحيى الحيـاااااااة غـداً..
ولتعود الحيـاة حيـاة..
من مصيـر..
حيـاة بـلا حيـاة.


"تمت"

🔸🔸🔸


بألم وقلم ..

روايات الكاتبة ميسون سرور

روايات الكاتبة ميسون سرور
حالياً بجميع المكتبات : فيرجن - دار المعارف - الشروق - ألف - الأهرام