الجمعة، 3 مايو 2019

رجال يحتضنون الموت



ضباط المفرقعات 


ضباط المفرقعات كانوا أكثر ضباط اتكلمت معاهم،
وأنا بحضر للجزء التاني من لحظة مصير..
سمعت منهم قصص عن وقائع ومشاعر أقل ما يقال عنها ..
إنها قصص يشيب لها الولدان.. 
العادي إن المواطن العادي ميعرفش عنها حاجة.. 
ولا يقدر يحس المشاعر إللي بيمر بها هذا الإنسان ضابط المفرقعات.. 
في كل ثانية بتمر عليه ..
وهو بيقوم بما يسميه الناس (عمـله أو وظيفته)..
وهو في واقع الأمر مش عمل بقدر ما هو: 
(بطولة، شجاعة، مخاطرة بالنفس، مجازفة بالحياة، تضحية، ورسالة
بقدر ما هو شيء أكبر من الوصف بالكلمات.. 
وهو بيواجه المتفجرات وجهاً لوجه..
بصدر مفتوح لوحــده.. 
وكل الناس متراجعة وواقفة بعييييييد .. 
خوفـاً من الانفجــــار .. 
خوفـاً من المــوت..! 
في حين إن ضابط المفرقعات بيكون حاضن لهذا الموت في كل ثانية.. 
لحد ما تنتهي المهمة والبطل يبتسم ويردد الحمـدلله .. 
أو لحد ما أهل البطل ينظروا بالدموع إلى جثمان الشهيـد المكفن بعلم بلاده.. 
وكل القلوب وأصوات البكاء تردد.. 
لا إله إلا الله .. الشهيد حبيب الله !
حقيقي مفيش إنسان مننا يقدر يستوعب هذا الشيء أو هذا الشعور..
إلا لما يخوض التجربة.. 
يجـرب يحضـن المــوت وهـو عايـش ..
وتمر عليه الثواني والدقائق وهـو منتظره ما بين الثانية والثانية!! 
لكن مين بقى يقدر يجرب !!!!!!!!!!!
مين عنده المقدرة إن يكون (عمـله).. 
هـو احتضان الموت.. 
مَن منا لديه القدرة على احتضان الموت كي يعيش الآخرون؟؟؟؟! 
رحم الله شهداءنا من ضباط المفرقعات.. 
وكل رجالنا من أبطال الوطن.. 
★★★

#رجال_يحتضنون_الموت

#قصة_قصيرة
#واقعية
من.. 
#كواليس_الورق

(عن ثوان بين الحياة والموت

بقلم 
#ميسون_سرور 






روايات الكاتبة ميسون سرور

روايات الكاتبة ميسون سرور
حالياً بجميع المكتبات : فيرجن - دار المعارف - الشروق - ألف - الأهرام