الخميس، 7 نوفمبر 2019

الوحـدة بتمـوت - رثـاء للراحل هيثم زكي - بقلم ميسون سرور




آاااااه يا وجع القلب يا هيثم..
أمك كانت ملاك وأبوك كان أسطورة..
الله يرحمهم مفيش حد اختلف عليهم ومحبهمش..
عيشت من غيرهم يتيم ..
قضيت عمرك وحيد زي أبوك ورحلت صغير زي أمك 💔
وقلتها كتير في كلامك القليل يا هيثم..
الابتلاء إللي جمع بينك وبين أبوك..
((((( #الوحدة )))))) 💔
وكنت راضي بحكمة ربنا وعلى يقين إن لكل ابتلاء سبب..
كنت عارف إنك بتتحارب كتير عشان ملكش شلة بتطبل وتصقف لبعضها ،
وفضلت السكوت على إنك تستغل اسم أمك ونجومية وتاريخ أبوك..
ويوم ما كنت تاخد فرصة بهدلوك بقذارة العصر 
(الكوميكسات والاستظراف السمج الجارح)
وطبعا دلوقتي الكل هيعمل صاحبك وحبيبك !!!!!!
ياريت بس ظرفاء الكوميكس ونقاد الفن الرهييييب اللي قرفوك تنظير وتسخيف !!
وتقليل منك تحت مسمى النقد!!! يكونوا ارتاحوا !!
ويارب يشوفوا الحقيقة ولو مرة ويبطلوا تنمر وتنظير على خلق الله !! 
يبطلوا ظلم ووجع غيرهم !!
يارب نفوق من الغيبوبة والغفلة اللي إحنا فيها دي !!
مفيش حاجة باقية والعمر رايح في لحظة..
اللي بيروح مبيرجعش..
وخلاص محدش هيقوله ((أسف)) 💔
#الله_يرحمك_يا_هيثم
عشت حياتك في سكون لوحدك ورحلت عنها في سكوت لوحدك 💔
ربنا يجمعك مع أبوك الغالي ويجعل مثواك.
في حضن أمك في الجنة..
رحيلك مؤلم موجع.. وموتك المفاجىء مفجع!!
موت مخيف قبض قلوبنا كلنا 💔
لكن ليس أمامنا غير اننا نقول.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
وندعي لك ولانفسنا ربنا يرحمنا جميعا برحمته..
اللهم ارحمه وثبته عند السؤال واجعل قبره روضة من رياض الجنة 
واغفر له وارزقه نعيم جناتك برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهم ارحمنااااااااااااااا من موت الفجـأة..
يارب ما تكتبها علينا ياااااااااارب ..
ادعوا له بالرحمة والمغفرة..
واقرأوا له الفاتحة ..
#آخر_كلماته_على_صفحته
((ميهمنيش أموت دلوقتي ولا أموت إمتى.. 
أنا إللي يهمنى يوم ما أموت أفضل محافظ على مكانتي ))
ومكانتك في القلب محفوظة يا ابن الناس يا محترم..
عمرنا ما هننساك يا طيب يا جدع..
#وداعاً ..
#هيثم_أحمد_زكي 💔


رثاء بقلم









السبت، 2 نوفمبر 2019

رواية رحمة 2 (سيف رحمة) - الفصل الثاني : نـور الحيـاة


(2)
(نــور الحيــاة)

داخل غرفة صغيرة بالطابق الأرضي في المبنى المهجور المسمى بـ (المسكون) ، المجاور للسور بدار (نور الحياة) للأيتام، أخذت (هند) تجوب الغرفة وسط الظلام على ضوء القمر المُطل عبر الحائط المهدوم جزء منه في جانب الغرفة، حتى سمعت صوت حركة في الخارج، فأسرعت نحو الحائط ونظرت عبر الجزء المفتوح في حذر، عندئذ فوجئت بـ (إسلام) يقفز من الخارج إلى داخل الغرفة في حرص كي لا يحدث أي صوت..

(إسلام) فتى في الخامسة عشر من عمره، متوسط الطول، نحيف الجسم، قمحى البشرة، ذو شعر أسود كثيف، (هند) طفلة في الثانية عشر من عمرها، ضئيلة الجسم، جميلة الملامح، قمحية، ذات شعر أسود على شكل ضفيرة طويلة أضافت لوجهها الرقيق المزيد من البراءة..

"إيه إللي أخرك كده يا (إسلام)!! أنا قلبي وقع في رجليا من الخوف"  
قالت (هند) ذلك في صوت خافت مُفعم بالقلق والتوتر فسألها (إسلام) في قلق:
- (جابر) رجع؟؟؟
ردت نافية بسرعة:
- لأ الحمدلله هو لسه بره.. بس أنتَ إتأخرت قوي وخفت يرجع قبل ما توصل.. 
وأنتَ عارف لو شافنا بره العنابر دلوقتي هيعمل فينا إيه..!!
قال مؤكداً: 
"متخافيش يا (هند).. محدش هيقربلك طول ما أنا موجود"
نظرت إليه في استنكار وحسرة:
- وأنتَ هتقدر تعملي إيه يعني؟؟! كنت عرفت تعمل حاجة لـ (مريم)..
إللي منعرفش حصلها إيه لحد دلوقت !!!
قال في انفعال ومرارة:
- متقوليش كده يا بت.. حق (مريم) راجع.. والمصحف ما أنا سايب حقها يضيع.. 
هجيب حقها من عينيهم.. وأولهم الست إللي اسمها (رحمة القاضي).. وعزة جلال الله ما أنا سايبها..!

كادت (هند) أن تقول شيئاً، لكنها توقفت عندما سمعت صوت سلسلة المفاتيح يرن في سكون الليل عند بوابة الدار، فأمسكت بيدي (إسلام) هامسة في فزع:
- يا نهار اسود!!! ده (الشواف).. باينه رجع!!

ضغط (إسلام) على يديها وهو يقول في توتر وصوت مختنق من الخوف:
- متخافيش متخافيش.. أنا هوصلك العنبر بتاعك قبل ما أطلع..
هندخل من ضهر المبنى من عند الجراج..
قالت سريعاً والدموع في عينيها من شدة الخوف وبصوت يرجف..
"طب يالا بينا قبل ما يشوفنا.. إحنا مش قد (الشواف) يا (إسلام)"

أمسك يدها وهو يتجه نحو مخرج المبنى: 
- تعالي..
ووقف ينظر نحو بوابة الدار من مكانه في حذر..
فوجد أن البوابة لم تفتح بعد، وسمع صوت المفاتيح وهي تفتح القفل بالخارج..
عندئذ أمسك (إسلام) معصم (هند) بقـوة وجذبهـا خلفـه..
وهو يركض بها إلى خلف مبنى العنابر والغرف.. 
في خطوات تتسابق مع أصوات أنفاسهمـا..
خوفـاً من (جابـر الشـواف)..
"يتبـع" 

في الفصل القادم..


🧡🧡🧡


#رواية
#رحمة_2 (سيـف رحمــة)
#روايات_الحب_والحرب

للكاتبة
#ميسون_سرور ✍


لتحميل رواية رحمــة PDF
اضغط هنا
👇

روايـة رحمـــــة











الجمعة، 1 نوفمبر 2019

رواية رحمة 2 (سيف رحمة) - الفصل الأول : حفـل الزفـاف



رحمــــــة 2  
(سيــــف رحمــــــة)

يواجــه المقدم (سيف الجويني) والرائد (رحمـــة القاضي)..
صِراعـاً آخــر في قضيــة جديــدة..
قضية أجبرتهمـا لأول مـرة على العمـل معـــاً..
في صِراعٍ ضد الجريمـة والقهـــر والفســاد..
واجهـــا فيــه المـــــوت..
من أجلِ إنقـــاذ حيــاة آخريـن..
في روايـــــة..
عن جرائـمٍ حقيقيــةٍ حدثت..
في الواقـــــع..
"رواية رحمــــــة 2 : (سيــف رحمـة)" 
"ميســون ســرور"
■■■



رؤيــة خاصـة

لا يُوجَـدُ عَلىَ الَأرضِ بَيْنَ النَـاسِ مَلَائِكَـةٌ..
وَلكِنْ مِنْهُم مَـنْ يَحْمِلُـونَ قُلُوبـَاً مَلَائِكِيـَّة في أَجْسَـادِ بَشَـرٍ..
مِثْـلُ هَـؤُلاءِ لَيْسَ بـِوُسْعِهِـمْ أَنْ يـُؤْذُوا أَوْ يـَضُـرُّوا أَحَـداً..
وَلَكِنْ إِذا حَكَمَـْت عَلَيِهـم الأَقْـدَارُ
 أَنْ يُصَارِعُـوا الشَيَاطِيــن بأَيْدِيهِـم
فَلَنْ يَسَعَهُــم إِلا أَنْ..
يُوَاجِهُـوا الشَـرَّ بالشَـرِّ .. وَيُدَافِعُـوا عَن الخَيْـرِ بالخَيْـرِ..
وَيُحَاكِمُـوا الشَـرَّ في مَحْكَمَتِهـم.. بِمِيـزَانِ عَـدْلٍ خَـاصٍ بِهِـمْ..
مِيـِزَانٌ يُخْفِـي بَيْنَ كَفَّـي خَيْرِهِـم وَشَرِّهِـم..
عَـدَالَـةً يَصْـدُرُ الحُكْـمُ فِيهَـا بِـلا قَانـُونٍ ..
عَـدَالَـةٌ اسْمُهَـــا ..
رحمــــــــــــــــــــــة
"ميســون ســــرور"
■■■


(1)
(حفل الزفاف)

ارتفع صوت المزامير وارتجت القاعة بدق الدفوف والطبول..
والجميع ملتف حول العروسيـن..
(حـازم) و(شريـن)..
والجميع يزفهما بالرقص والغناء مع الفرقة الموسيقية إلى قاعة الأفراح الكبيرة، التي جمعت بداخلها الأصدقاء والزملاء والجيران وعائلتيهما..
عائلة المستشار (فريد القاضي) وعائلة معالي السفير..
وكانت الأعين تطل على العروس (شرين سالم)، التي بدت في غاية الروعة والجمال في ثوب زفافها الأبيض، وطرحتها التي زينت شعرها الأسود الحريري الطويل، وجعلتها أشبه بالإسبانيات الجميلات الساحرات، حتى أن عريسها (حازم) على الرغم من أناقته وجاذبيته هو الآخر، إلا أنه كان ينظر إليها أغلب الوقت والابتسامة تزين وجهه الوسيم وكأنه يراها لأول مرة..
"حاولت كتير أتخيلك في فستان الفرح يا سيادة النقيب!!"
قال (حازم القاضي) ذلك وهو يجلس بجوار عروسه، ناظراً إليها في حب وإعجاب فابتسمت واثقة:
- طب ولقيتنى زي ما اتخيلت ولاّااا..؟!!
ابتسم وهو يهز رأسه نافياً، ثم أمسك يدها ونظر إلى عينيها:
- عُمر ما خيالي وصلني لأن حبيبتي تكون أميرة مِن الحواديت..
أطرقت في خجل هامسة: "الناس بيبصوا علينا يا (حازم)!"
ضحك واقترب منها في خبث:
- الناس بيبصوا على العروسة القمر إللي جنبي وبيحسدوني أنا عليها .. وربنا يستر عليا بقى..
ضحكت في رقة وهي تنظر إليه في حب فضغط على يدها هامساً..
"بحبــك.."
خفضت عينيها في حياء وظل هـو يتأملها..
ويملأ عينيه برقتها وجمالها اللذين أصبحا ملكاً له إلى الأبد..
"نظـرة هنا والنبي يا عريـس..!!"
التفت الاثنان نحو (رامز القاضي) الذي قال ذلك وهو يقف أمامهما، يلتقط لهما الصور وهو في كامل أناقته، وبجانبه الصغيرة (ملك) الأشبه بالملائكة وهي في ثوبها الأبيض الجميل مثل فستان العروس، وطوق الورد الأبيض على رأسها، والوردات الصغيرات بين خصلات شعرها الكستنائي الطويل، ممسكة هاتفها لتصور عمها وعروسه في فرحة وهي تقول:
- بُص لي يا أونكل (حازم)..
نظر إليها (حازم) مبتسماً في حب:
- أنا مش باصص لغيرك يا حبيبتي..
التقطت (ملك) الصورة لهما ثم قالت في حماس وسعادة:
- شكلكم حلو قوي قوي يا أونكل..
قام (حازم) وجذبها من يدها إلى حضنه:
- أنتِ إللي مفيش أحلى منك يا (روح) أونكل وروح قلبنا كلنا يا بنت الغالي..
وضمها إليه في حرارة وحنان، وترقرقت عيناه بالدموع على الرغم منه، عندما شعر أنه يعانق فيها أخاه (عاصم)، الذي كان يتمنى أن يكون بجواره في هذه اللحظة، وشعرت (شرين) بذلك فنظرت إليه في إشفاق وهي تهمس في حنان:
- (حازم)..!
لم يسمعها وظل يضم (ملك) بين ذراعيه في تأثر، حتى وقف (رامز) بجانبه ووضع يده على كتفه معاتباً:
- هو أنا مش زي (عاصم) ولا إيه؟!  
مسح (حازم) دمعة فلتت من عينه والتفت إلى (رامز) مبتسماً في ود:
- أكيد يا (رامز).. أنتَ أخويا الصغير..
وجذبه من كتفه وعانقه في حرارة فربت (رامز) على ظهره في حنان:
- أخوك وضهرك وأفديك برقبتي يا (حازم)..
ربت (حازم) على ظهره وهو يهمس واثقاً: "عارف يا حبيبي"
والتفت خلفه على صوت (شرين) التي سألته في قلق:
- (حازم) أنتَ كويس؟؟!
أمسك يدها بين كفيه ونظر إليها مُطَمْئِنَاً: "أيوه حبيبتي متقلقيش"
قالت (ملك) وهي تذهب: "هروح أشوف بابي فين!!"
انتبه (حازم) إلى كلام (ملك) وسأل (رامز) في اهتمام:
- آه صحيح.. هو فين (سيف)؟!
ضحك (رامز) مازحاً:
- فين (سيف)؟! أنتَ تسأل فين (رحمة)!!
ومطرح ما تلاقي (رحمة).. هتلاقي (سيف) وراها زي ضلها..
نظر إليه (حازم) معاتباً: "يا ابني أنتَ مركز معاهم كده ليه؟!"
قال (رامز) وهو يضحك: "أنا إللي بقيت مركز معاهم!!!"
وضرب كفاً بكف وهو يتابع ضاحكاً: "سبحان مُغير الأحوال!!"
ضحك (حازم) إذ فهم ما يرمي إليه (رامز) ونظر إليه مبتسماً:
- دي كانت أيام وراحت لحالها.. هُم فين بقى؟! وفين خطيبتك؟!
التفت (رامز) جانباً عندما لمح (سارة) وهي تقترب نحوهم، ونظر إليها يتأملها وهي تخطو نحوهم في خطوات واثقة هادئة بين الأعين التي تلاحق جمالها الساحر وفتنتها الخلابة أينما ذهبت وهو يتمتم:
- خطيبتي جايه أهي..!
ونظر إلى الحاضرين الذين يتابعون (سارة راشد) بأعينهم وهي قادمة نحوه:
- وشكلي هقضيها خناق الليلة دي..
ضحك (حازم) وهو ينظر إليه، بينما نظر (رامز) نحو مجموعة من الشباب يتهامسون وأعينهم على (سارة) وهو يتابع:
- أنا بقول تلم ضيوفك يا عريس عشان فرحك يعدي على خير..!
اقترب منه (حازم) شامتاً في مزاح:
- وأنا هلم مين ولا مين؟! بقولك إيه!! أنتَ تثبت حضورك..
وتمسك خطيبتك في إيدك ومتحركهاش من جنبك.. تمام كده!!
نظر إليه (رامز) واثقاً: "تمام يا عريس"
ثم عاد يلتفت نحو (سارة) التي اقتربت منه وهي تقول في لوم:
- يعني ينفع تسبني لوحدي كل ده يا (رامز)؟!!
ونظرت إلى (شرين) متابعة: "يرضيكي كده يا عروسة؟!"
نظرت (شرين) إلى (رامز) في لوم: "لأ طبعا ميرضينيش!"
أمسك (رامز) يد (سارة) وجذبها إليه وهو يأخذ ذراعها ويلفها حول ذراعه هامساً:
- ولا يرضيني أنا كمان.. حقك عليا يا روحي..
تعلقت في ذراعه هامسة في رقة: "خلاص ولا يهمك يا حبيبي"
ارتفع صوت قائد الفرقة الموسيقية، وهو يدعو العروسين للنزول إلى نصف القاعة من أجل أداء رقصتهما الرومانسية الهادئة، فأمسك (حازم) يد (شرين) واستعد للنزول وسط تصفيق الحاضرين، بينما قال له (رامز) مازحاً..
"يالا يا عرسان ورونا المواهب.. وإحنا وراكم الرقصة إللي بعدها"
نظر إليه (حازم) وهو يأخذ يد عروسه تحت ذراعه..
"طب هات كمان (سيف) و(رحمة)"
   ■■■
"مدام (رحمة الجويني).. تسمحي لي بالرقصة دي؟؟"
ابتسمت مع سماعها لصوته يهمس في أذنها من الخلف بهذه العبارة، مع ارتفاع صوت موسيقى الرقصة المدعو فيها كل زوجين من الحاضرين، لمشاركة العروسين رقصتهما الرومانسية الثانية..
كانت (رحمة) في غاية التألق والروعة والجمال، وهي واقفة عند مدخل القاعة الأول تستقبل الضيوف مع أمها الأستاذه (هويدا القاضي)، عندما اقترب (سيف) من الخلف وهمس في أذنها بتلك الكلمات وهو يحيط كتفيها بذراعه، فنظرت إليه في خبث ورقة..
"حلو اسم (رحمـة الجـوينى).. لايق عليـا"
اقترب بوجهه منها هامساً:
- أكيد حلو ومفيش غيره يليق عليكِ يا فندم..
ابتسمت في دلال وهي تنظر إليه نظرتها الخاصة الساحرة، التي تخلب لبه بها هامسة في رقة:
- أكيد يا فندم..
اقتربت منهما أمها وهي تقول في حنان:
- بطل إللي بتعمله ده يا (سيف).. الناس عينيهم عليكم!!
ضم (سيف) زوجته إليه بذراعه أكثر:
- ما إللي يبص يبص يا أستاذة.. إحنا كمان لسّه عرسان جداد من كام شهر بس!!
قالت (هويدا) في لوم وهي تضحك: "يا حبيبى أنا خايفة تتحسدوا"
ضحك (سيف): "أمال أما أخدها ونرقص هيحصل إيه!!"
ضحكت (هويدا) ثانية: "وكمان هترقصوا..!!! ربنا يستر!"
وتركتهما وعادت تستقبل المدعوين بينما نظرت (رحمة) إلى زوجها في خبث:
- و(سيف) بيه بيعرف يرقص؟!!
أمسك يدها وأخذها معه وفي خبث:
- وبيعرف يعمل كل حاجة يا حبيبتي.. تعالي وشوفي..
وذهب بها إلى منتصف القاعة حيث مربع الرقص، وكان يتوسطه (حازم) و(شرين)، وبالقرب منهما (رامز) و(سارة) أول مَن شارك في الرقصة، ومر (سيف) و(رحمة) من جانبهما وهو يقول لزوجته مداعباً:
- على فكرة أنا اتفقت مع (ملك) إنها هتبات عند جدها النهارده..
قالت (رحمة) في تعجب: "ليه يعني؟!"
أحاط خصرها بذراعه وأمسك يدها بيده الأخرى ليبدأ الرقصة وهو يقول مستنكراً:
- هو إيه إللي ليه؟؟!
وضمها إليه ناظراً إلى عينيها وهو يبتسم في حب..
"لازم نشارك العرسان فرحتهم..
ونعمل إحياء لذكرى فرحنا يا عروستي أنا.."
ضحكت زوجته في خجل، بينما اقترب منهما (رامز) وهو يرقص مع (سارة) ونظر إلى (سيف) في حنق:
- هُم يحتفلوا بفرحهم.. وأنتم تشاركوهم فرحتهم..
وأنا أولع في نفسي ولا إااايه!! أنا كمان عايز أشارك..!!
تبادلت (رحمة) و(سارة) النظر لبعضهما وهما تضحكان، بينما نظر (سيف) إلى (رامز) وهو يتابع رقصه مع زوجته:
- تشارك في إيه بالظبط؟؟! فرحك لسّه كمان شهرين يا باشا!!
قال (رامز) في ضيق وحنق:
- لسّه هستنى شهرين!! وأعمل إيه بقى لحد ما يعدوا الشهرين؟!!
ابتسم (سيف) في خبث محذراً:
-  تخليك في حالك وتبطل قر علينا..
أحسن عليا النعمة اخبطك زومبة توديك لحد أسوان..
وتحرك بـ (رحمة) بعيداً عنهما وهي تضحك وترقص بين يديه في سعادة، وظل (رامز) ينظر إليهما في غيظ وحسرة:
- لا أنا هروح (سيناء) أحسن.. أرحم لي من الذل إللي أنا فيه ده!
ضغطت (سارة) بيدها على كتفه راجية ومعترضة:
- لأ لأ.. بلاش (سيناء) بلييييز..!
ابتسم ناظراً إليها في حنان: "خايفة عليا يا (سوو)؟؟"
نظرت خطيبته إليه في رقـة..
"أيوه طبعاً.. ولعلمك بقى.. أنت لو رُحت هناك هروح معاك..
رجلي على رجلك لأي مكان في الدنيا ومش هسيبك أبداً"
نظر إليها في حب وهو يتأمل وجهها الجميل والحب المطل من عينيها إليه، ثم قَبَّل جبينها بين عينيها وضمها إليه أكثر، واستكملا الرقصة في صمت ورومانسية حالمة..
ولم يكن ذلك حالهمـــا فقـط..
بل كان أيضاً حال العروسيــن (حـازم) و(شريـن)..
والحبيبيـن..
(سيــف) و(رحمـــة)..
   ■■■
"ربنا يحفظهم ويسعدهم يارب"
تمتمت (هويدا) بذلك وهي تراقبهم وهم يرقصون منسجمين مع الموسيقى في حب وسعادة، ثم التفتت نحو زوجها المستشار (فريد القاضي) عندما شعرت بيديه تربتان على ذراعيها وهو يقول في حنان:
- ويسعدك أنتِ كمان يا (هويدا) زي ما أسعدتيني العُمر كله بحُبك ووجودك جانبي .. وبولادنا إللي حافظتي عليهم وربتيهم أحسن تربية..
ربتت على يده في حنان: "ربنا يخليك لينا كلنا يا (فريد) يا حبيبى"
نظر إليها في حب وحنان بينما اقترب منهما الدكتور (راشد) قائلاً:
- ألف مبروك لـ (حازم) يا دكتور (فريد).. ربنا يتمم لهم على خير..
التفت (فريد) إلى (راشد) وصافحه:
- الله يبارك فيك يا دكتور (راشد).. عقبال ما نفرح بـ (رامز) و(سارة) إن شاء الله.. أُمال (جيهان) فين؟؟
أشار (راشد) نحو بوابة القاعة:
- بتتكلم مع مستشارة زميلة (حازم) تعرفها من زمان..
أشار (فريد) نحو الطاولة التي  يجلس عندها والد العروس..
"طب تعالى نقعد مع معالي السفير.."
وكان السفير (سالم) والد العروس لم ينزل عينيه من على ابنته الوحيدة طوال الحفل وعيناه مغرورقتان بالدموع من فرحته بها، ومن أجل فرحتها وهي مع زوجها وحبيبها، وسعادته بانضمامها إلى هذه العائلة الرائعة، التي هو على ثقة من أن ابنته ستكون مصانة وسعيدة بين أفرادها..
وهي عائلة (القـاضي)..
■■■
مضت عدة ساعات على حفل الزفاف الجميل والكل يشارك ويرقص ويغنى ويحتفل بالعروسين في سعادة، حتى اقترب موعد انتهاء الحفل، وهدأت الموسيقى الصاخبة وحلت محلها موسيقى هادئة أثناء تناول الضيوف للعشاء، وكان (حازم) و(شرين) قد انتهيا من عشائهما، ووقفا مع (سيف) و(رحمة) يتبادلان الحديث معهما حتى أمسكت (شرين) بطرحتها وهي تقول لصديقتها:
- (رحمة) شوفي الطرحة كده.. حاسة إنها مش ثابتة وممكن تقع..
تفقدت (رحمة) الطرحة عند رأس (شرين) وهي تقول لها:
- ده من الحركة بس.. تعالي نروح الحمام نظبطها قدام المرايا..
قالت (شرين) وهي مازالت  تمسك طرحتها:
- آه وبالمرة أظبط (الميك أب) عشان حاسة إن..
قاطعها (حازم) مبتسماً:
- حبيبتى .. لا الطرحة فيها حاجة ولا أنتِ محتاجة (الميك أب) ده!!
ابتسمت (شرين) في رقة بينما قالت (رحمة) وهي تمسك يدها:
- ملكوش دعوة أنتم بالحاجات دي.. وخليكم في شغل الرجالة بتاعكم..
قال (حازم) مبتسماً: "حاضر يا بنت عمي.. أنتِ تؤمرى"
توجهت (شرين) مع (رحمة) نحو باب القاعة، بينما ناداهما (سيف) قبل أن تبتعدا:
-  متتأخروش يا (رحمة)..
أشارت إليه (رحمة) برأسها إيجاباً وهي تواصل ذهابها مع (شرين)، ثم التفت (سيف) إلى (حازم) الذي سأله في اهتمام:
- أخبار (ملك) إيه مع الدكتور النفسي يا (سيف)؟
بدت على وجهه علامات الضيق:
- مش عارف والله يا (حازم).. آخر مرة الدكتور قال إن في تحسن.. لكن أنا مش مقتنع..
ونظر نحو (ملك) وهي تجلس بجوار خالها (رامز) وتمزح معه ومع (سارة) متابعاً:
- البنت بتبقى وسطنا كويسة جداً.. وأول ما تبقى لوحدها.. زي ما أنتَ عارف..
قال (حازم) في ضيق وحيرة: "طب و(رحمة)؟؟"
أجابه في تأثر:
- (رحمة) بتعمل إللي بيقول عليه الدكتور وزيادة يا (حازم).. هي دارسة علم نفس وعارفة تتعامل مع الموقف.. لكن المشكلة إن حالة (ملك) بتأثر على نفسيتها هي كمان.. مع إنها بتحاول تبقى متماسكة قدام البنت زي ما قال الدكتور.. بس أوقات كتير مبتقدرش وبتنهار..
هز (حازم) رأسه متمتماً:
- مسكينة (ملك).. مرت بتجربة قاسية قوي..
رد (سيف) في مرارة:
- تجربة بشعة.. وكلنا عانينا معاها فيها.. وخاصة (رحمة).. كانت أسوأ تجربة في حياتنا كلها..
ربت (حازم) على ذراعه مهوناً:
- الحمدلله عدت وانتهت.. و(ملك) و(رحمة) الاتنين وسطنا وبخير.. وإن شاء الله مش هيحصل حاجة تاني..
نظر (سيف) نحو باب القاعة باحثاً بعينيه عن (رحمة) متمتماً..
"إن شـاء الله"
■■■
توجهت (هويدا) نحو باب القاعة لترى ماذا يريد ذلك الشاب الحائر بباقة الورد الكبيرة في يده، وعندما وصلت إليه طلبت منه أن يضع الباقة بجوار باقي الباقات الموضوعة قرب كرسي العروسين وأن يعطي البطاقة التي معه لـ (حازم)، فقال لها أن من أعطاه الباقة أخبره أنها للسيدة (رحمة)، اندهشت (هويدا) كثيراً لذلك، لكنها أخذت منه الباقة ووضعتها على طاولة قريبة من باب القاعة، ثم أخذت منه البطاقة التي مع باقة الورد، وعادت تندهش مرة أخرى بسبب البطاقة إذ لم تكن بطاقة عادية كالتي توضع مع هذه الباقات..!!
كانت بطاقة كبيرة قليلاً وموضوعة داخل ظرف مغلق باحكام..!!
كاد الفضول أن يقتل (هويدا) وهي تنظر مترددة إلى البطاقة!!
أتفتحها أم تنتظر عودة (رحمة) وتعطيها لها!!
ثم قررت وفتحت الظرف وأخرجت البطاقة و..
وما إن وقعت عيناها على سطورهـا حتى هوى قلبهـا بين قدميها..
ووضعت يدها على فمهـا مصدومـة..
وهي مازالت تنظر إلى البطاقـة وقلبهــا يخفــق بقــوة..
حتى شعرت أن قدميهـا غير قادرتين على حملهـا..
■■■
شعرت (هويدا) برأسها يدور ولم تستطع أن تقف على قدميها فاستندت بيدها وجانبها على حرف الطاولة في نفس اللحظة التي كانت (سارة) تلتفت خلفها تبحث بعينيها عن (رامز) الذي كان عند بوابة القاعة الثانية، لكن قبل أن تصل إليه بنظرها شاهدت ما حدث لحماتها، فأسرعت إليها في لهفة وأمسكت بها لتسندها بسرعة وهي تسألها في قلق..
"مالك يا طنط ؟!! حضرتك تعبانة ولا إيه؟؟!"
لم ترد (هويدا) عليها وأمسكت رأسها من شدة الإحساس بالدوار، فنظرت (سارة) حولها بسرعة، ورأت (رامز) في مواجهتها عند البوابة الأخرى، فنادت في صوت مرتفع:
- رااااامز..!!
التفت نحو صوتها بسرعة وشاهدها وهي تمسك بأمه المتعبة منادية:
- (رامز) تعالى بسرعة..!!
أسرع راكضاً إلى أمه، وعندما شاهده (حازم) يركض هكذا تابعه بعينيه، وشاهد ما يحدث، فتوقف عن حديثه مع (سيف) وحدق في المشهد أمامه متسائلاً:
- مراة عمي مالها؟؟؟؟!
نظر (سيف) معه إلى حيث ينظر: "تعالى نشوف في إيه!!!"
وتحرك الاثنان في خطوات سريعة بينما أمسك (رامز) بأمه في قلق:
- ماما مالك؟!! تعبانة ولا إيه؟؟!
ثم نظر إلى خطيبته: "مالها يا (سارة)؟؟ إيه إللي حصل؟!!"
قالت (سارة) في حيرة: "مش عارفة.. أنا فجأة لقيتها تعبانة"
أمسك (رامز) بأمه جيداً وهو يقول لخطيبته:
- طب هاتي الكرسي إللي هناك ده بسرعة..
أسرعت (سارة) تحضر الكرسي بينما نظر (رامز) إلى أمه وسألها في حنان:
- في إيه يا أمى؟ في حاجة حصلت ضايقتك؟!
نظرت إليه بعينيها الحزينتين للحظات، ثم ناولته البطاقة التي فتحتها فأخذها منها متسائلاً:
- إيه ده..!!!
ظلت صامتة وظهر القلق والحيرة على وجه (رامز)، وهو يقرأ البطاقة بينما عادت (سارة) وأجلست حماتها على الكرسي الذي أحضرته، في نفس اللحظة التي اقترب (حازم) منهم قائلاً:
- في إيه يا جماعة؟؟ مالك يا مراة عمي خير؟!!
نظرت (هويدا) إليه لحظة ثم نقلت نظرها إلى (سيف)، الذي شعر من نظراتها أنها تريد أن تخبره هو بالذات بشىء ما، فاقترب منها ووضع يده على كتفها ناظراً إليها في اهتمام وحنان:
- أنتِ كويسة يا أستاذة؟؟
ظلت تنظر إليه في صمت واغرورقت عيناها بالدموع أكثر فنظر هو إلى (سارة) قائلاً:
- لو سمحتي يا (سارة).. اندهي بباكي عشان يطمنا عليها..
أسرعت (سارة) تفعل ذلك، ونظر (حازم) إلى وجه (رامز) الذي تغير وأخذ البطاقة منه متسائلاً:
- مالك يا (رامز)؟! وإيه إللي في إيدك ده..؟!
لم يرد (رامز) وانتظر حتى نظر ابن عمه إلى البطاقة وقرأها،
ثم رفع (حازم) عينيه إليه مشدوهاً، فقال له ابن عمه:
- ماما بتقول إنه كارت مبعوت لـ (رحمة) مع بوكيه الورد ده..
ما إن سمع (سيف) اسم زوجته حتى التفت إليهما سريعاً في جدية..
"(رحمة)..!!!!  كارت إيه وبوكيه إيه؟!!"
ناوله (حازم) البطاقـة..
فأخذها (سيف) منه بسرعـة وبـدأ يقرأهـا..
وضاقت عيناه وهـو ينظر في غضب إلى سطورهـا بين يديـه..
"نهايتـك قربت.. ومش هسيبـك غير لما ناخـد حقنـا منـك..
 يااااا.. (رحمــة القـاضي)"
■■■
"مين إدالك البوكيه ده يا أستاذة؟؟؟"
انتفض قلب (سيف) من الغضب والقلق، والتفت سريعاً إلى حماته يسألها ذلك، فأشارت (هويدا) بيدها إلى خارج القاعة نحو شاب من العاملين الواقفين بالقرب من الباب:
- الشاب إللي هناك ده..
أسرع (سيف) نحو العامل الشاب ولحق به (حازم) بسرعة، بينما انحنى (رامز) نحو أمه ممسكا يدها بين كفيه وربت عليها في حنان مُطَمْئِنَاً:
- متخافيش يا أمي.. مفيش حاجة هتحصل إن شاء الله..
سالت دمعة من عين أمه في ألم:
- أنا مش حِمل أي مصايب يا (رامز) ولا وجع قلب تاني والله..!
ربت على خدها في حنان:
- عارف يا حبيبتي.. بس والله العظيم ما تخافي.. وإحنا كلنا موجودين أهو..
والتفت نحو والده الذي حضر مسرعاً وخلفه (راشد) و(جيهان) وهو يقول:
- مالك يا (هويدا)؟؟؟!
نظرت إلى زوجها وهي تمسح الدموع المترقرقة في عينيها:
- مفيش يا (فريد).. أنا كويسة..
اقترب منها زوجها: "لا شكلك مش كويسة.. إيه إللي حصل؟!!"
تدخل (رامز) ليطمئنه: "مفيش حاجة يا بابا.. دوخة بسيطة بس"
اقتربت (جيهان) من (هويدا) وأمسكت كتفيها في حنان :
- أكيد من إرهاق طول اليوم.. وبقالها يومين مقعدتش عشان الفرح..
أمسك الدكتور (راشد) معصم (هويدا) ليقيس نبضها وفي هدوء:
- طب بس ياريت تقعدوا وتهدوا عشان الناس متاخدش بالها.. وكمان غلط اللمة دي حوإليها..
تراجعوا قليلاً وأحضرت (سارة) كرسي لأمها التي ظلت جالسة بجوار (هويدا)، بينما تابع (راشد) قياس النبض لها بينما قال السفير (سالم) والد (شرين) مُطَمْئِنَاً:
- إن شاء الله بسيطة ومفيش حاجة..
قال (راشد) مُطَمْئِنَاً:
- فعلاً بسيطة.. النبض كويس الحمدلله.. واضح إنه الإرهاق بس..
وانحنى ينظر إلى (هويدا) مداعباً:
-  وبعدين إحنا عارفين إن الأستاذة ضغطها منخفض دايماً..
يبقى ناخد بالنا.. ومنرهقش نفسنا أكتر من اللازم..
والتفت إلى ابنته: "هاتيلها كوباية عصير يا (سارة)"
أسرعت (سارة) لتحضر العصير واحتوى (فريد) يد زوجته بين يديه وهو ينظر إليها في حنان، بينما كان (رامز) منشغلا عنهم ويتابع بعينيه (سيف) و(حازم) وهما يسألان الشاب عند باب القاعة، حتى سألت (جيهان) في تعجب:
- أُمال (سيف) و(رحمة) فين؟!
وقال والد (شرين) في حيرة: "والعرسان كمان مش موجودين!!"
شاهد (رامز) زوج أخته وابن عمه قادمان نحوهم، ولا يبدو على وجهيهما أي علامات تثير للارتياح مطلقاً، فرد على (جيهان) والسفير قائلاً:
- (شرين) مع (رحمة).. و(سيف) و(حازم) جايين أهم..!!
التفت (فريد) نحوهما في حيرة وتساؤل: "كانوا بيعملوا إيه بره؟!!"
ما إن اقترب (سيف) و(حازم) منهم حتى أسرع (رامز) إليهما سائلاً:
- عرفتم حاجة ؟؟؟؟!
أجابه (حازم) ابن عمه:
- الجرسون استلم البوكيه من ولد عمره يجي 15 سنة كده.. وطبعاً كان فاكره شغال في محل الورد.. والولد إداله الكارت في إيده ومكانش محطوط جوه البوكيه..
أكمل (سيف) الكلام وهو ينظر إلى البطاقة في يده وإلى سطورها:
- إللي باعت البوكيه.. باعته مع صبى عنده وحط كارت غير كارت المحل.. عشان منوصلوش عن طريقه.. والواد اختفى أول ما سلم البوكيه لجرسون القاعة..
اقترب منهم (فريد) في حيرة:
- أنتم بتتكلموا عن إيه؟! إيه الحكاية؟؟!!
التقت عينا (سيف) بعيني (هويدا) فوجدها تنظر إليه وكأنها ترجوه ألا يحدث شىء، فابتسم في وجهها كي يُطَمئِنها أنه لن يسمح لشىء أن يحدث، بينما كان (رامز) يشرح لوالده:
- حد باعت بوكيه ورد لـ (رحمة) ومعاه كارت فيه..
وقطع كلامه مع ارتفاع صوت أخته:
- مين بيجيب في سيرة (رحمة)؟!!
التفتوا جميعاً نحوها حيث كانت تقف خلف (سيف) ومعها (شرين) تنظران إليهم، فاقترب منها (سيف) وأمسك يدها وابتسم قائلاً:
- كلنا طبعا جايبين في سيرتك.. عشان اتأخرتي علينا أنتِ والعروسة..
فهم (حازم) أن (سيف) لا يريد أن تعرف ابنة عمه بالأمر، فأراد هو الآخر تغيير الحديث وأمسك يد عروسه وجذبها إلى جانبه مازحاً:
- آه بجد.. بتعملوا إيه كل ده؟!! أنا قُـلت العروسة سابتني ومشيت!!
ضحكت (شرين) في رقة: "وهو أنا أقدر برضو!!"
شعرت (رحمة) من عيني (سيف) أن ثمة خطب ما، فسألته في اهتمام:
- مالك يا (سيف)؟؟!
عاد يبتسم زوجها وضغط على يدها في حنان وهو يدنو منها هامساً:
- مفيش حاجة.. وحشتيني بس..
ضحكت وهي تنظر إليه في شك: "ده بجد ده يا فندم..!!"
أجابها مداعباً: "آه والله بجد يا فندم"
ابتسمت (رحمة) وهي تنظر إليه في شك وتساؤل، بينما أخذ (رامز) والده جانباً، وشرع يروي له ما حدث في صوت منخفض جداً كي لا تسمعه أخته، التي انتبهت إلى (سارة) وهي قادمة ومعها (ملك) وأعطت العصير لـ (هويدا) قائلة:
- سلامتك يا طنط.. اتفضلي حبيبتي..
تغيرت ملامح (رحمة) فجأة وأسرعت نحو أمها: "إيه ده مالها ماما؟؟!"
أخذت (هويدا) العصير من (سارة) وهي ترد على ابنتها:
- مفيش حاجة حبيبتي .. دوخة بسيطة من الوقفة طول الوقت..
انحنت (رحمة) نحو أمها في قلق: "بسيطة إزاي!!!"
ونظرت حولها إليهم: "عشان كده أنتم متجمعين هنا..!!"
نظرت إليها (جيهان) متعجبه:
- مالك يا (رحمة) مخضوضة كده ليه؟!! ماما بخير و(راشد) شافها..
وهو إللي قال انها دوخة بسيطة وشوية إرهاق.. بطلي قلق بقى..!!
أكمل (راشد) كلام زوجته:
- مفيش حاجة يا (رحمة).. شوية إرهاق وخلاص بقت كويسة..
نظرت إليه (رحمة) في صمت، ثم جذبت كرسياً وجلست بجوار أمها، فقال (راشد) للجميع حوله:
- خلاص يا جماعة.. تعالوا نوصل العرسان للكوشة بتاعتهم عشان نكمل الفرح..
جلست (سارة) و(جيهان) حول نفس الطاولة بجانب (رحمة) وأمها، وصحب (راشد) معه السفير (سالم) والد (شرين) وعادا إلى الطاولة، أما (رامز) فطلب من ابن عمه أن يأخذ عروسه ويعودا لمكانهما لأن الناس حولهم قد بدأوا ينتبهوا للأمر، لأنهما تركا مكانهما لفترة طويلة، ففعل (حازم) ذلك ووقف (رامز) بجوار أمه وهو ممسك يد (ملك) كي تظل بجانبه..
أما المستشار (فريد القاضي) فقد وقف ينظر إلى (رحمة) أثناء حديثها مع أمها بكل قلقه بعد ما سمعه من ولده (رامز)، فاقترب منه (سيف) وربت على ذراعه ليطمئنه، التفت (فريد) ناظراً إليه في صمت للحظات، ثم قال راجياً في صوت مفعـم بالقلـق..
"خد بالك منها يا (سيف).. خد بالك من (رحمة).. ومن (ملك)"
نظر إليه (سيف) مُطَمْئِنَاً في جدية..
"متخافـش يا دكتـور"
والتفت ناظراً نحو (رحمة) التي كانت تُجلس (ملك) على حِجرهـا..
وتحتضنها بذراعيهـا وهي تداعبهـا وتمـزح معهــا..
متابعاً (الجويني) في حسـم..
"المـرة دي إللي هيقـرب منهـم.. فيهـا موتـه"

"يتبـع" 

في الفصل القادم..


🧡🧡🧡


#رواية
#رحمة_2 (سيـف رحمــة)
#روايات_الحب_والحرب

للكاتبة
#ميسون_سرور ✍


لتحميل رواية رحمــة PDF
اضغط هنا
👇
روايـة رحمـــــة


روايات الكاتبة ميسون سرور

روايات الكاتبة ميسون سرور
حالياً بجميع المكتبات : فيرجن - دار المعارف - الشروق - ألف - الأهرام